نينا شيك، مؤلفة: تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على الأعمال والسياسة والمجتمع
نينا شيك، المؤلفة: تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على الأعمال، السياسة، والمجتمع
الرياض – الخميس 10 أبريل 2025
تُعد نينا شيك، المؤلفة والخبيرة الدولية في مجال الذكاء الاصطناعي، واحدة من أبرز الأصوات التي تتناول تأثيرات الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI) على العالم. اشتهرت شيك بكتابها “DEEPFAKES: The Coming Infocalypse” الذي صدر في عام 2020، حيث قدمت رؤية مستقبلية عميقة حول كيفية تغيير هذه التقنية للأعمال التجارية، السياسة، والمجتمع. وبعد خمس سنوات من تلك التنبؤات، أصبحت رؤيتها واقعًا ملموسًا في عام 2025. إليكم تفصيل تأثيرات هذه التقنية في المجالات الثلاثة بناءً على تحليلاتها:
1. تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على الأعمال التجارية
تصف شيك الذكاء الاصطناعي التوليدي بأنه “ثورة صناعية جديدة”، مشبهة إياه بمحرك الاحتراق الذي غير العالم في القرن التاسع عشر. في عام 2025، أصبحت الشركات تعتمد على هذه التقنية لتوليد محتوى مبتكر مثل الإعلانات، التصاميم، وحتى المنتجات الافتراضية بسرعة وكفاءة غير مسبوقة. على سبيل المثال، تستخدم الشركات أدوات مثل تلك التي طورتها “Synthesia” – وهي شركة دعمتها شيك عبر مشروعها “Tamang Ventures” – لإنشاء فيديوهات تسويقية بأصوات وصور واقعية دون الحاجة إلى ممثلين بشريين.
كما أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يعزز الإنتاجية من خلال أتمتة المهام الروتينية، مما يسمح للموظفين بالتركيز على الإبداع والاستراتيجية. لكن شيك تحذر من أن هذا التحول قد يؤدي إلى فقدان وظائف تقليدية، داعية الشركات إلى إعادة تدريب العاملين لمواكبة هذا العصر الجديد.
2. تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على السياسة
في المجال السياسي، ترى شيك أن الذكاء الاصطناعي التوليدي أصبح سلاحًا ذو حدين. من جهة، يمكنه تعزيز التواصل بين الحكومات والمواطنين من خلال تقديم معلومات مخصصة وسريعة. لكن من جهة أخرى، يشكل تهديدًا كبيرًا للديمقراطيات بسبب قدرته على إنتاج محتوى مضلل مثل الفيديوهات المزيفة (Deepfakes) التي يصعب تمييزها عن الحقيقة.
في كتابها، تنبأت شيك بأن هذه التقنية ستُستخدم في الحملات الانتخابية والدعاية السياسية، وهو ما تحقق بالفعل بحلول 2025، حيث شهدت العديد من الدول استخدام الذكاء الاصطناعي للتأثير على الرأي العام. وتدعو شيك إلى وضع قوانين دولية صارمة للحد من سوء الاستخدام، مشيرة إلى أن الدول التي تتحكم في هذه التقنية قد تكتسب نفوذًا جيوسياسيًا هائلاً.
3. تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على المجتمع
على المستوى المجتمعي، تعتقد شيك أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يعيد تشكيل هويتنا البشرية. بحلول 2025، أصبحت هذه التقنية جزءًا من حياتنا اليومية، من إنشاء أعمال فنية وموسيقى إلى محادثات مع شخصيات افتراضية تشبه البشر تمامًا. لكنها تحذر من أن هذا التطور قد يؤدي إلى أزمة ثقة، حيث يصبح من الصعب التفريق بين الحقيقة والخيال.
كما تتناول شيك قضية التفاوت الاجتماعي، مشيرة إلى أن الدول والأفراد الذين يمتلكون إمكانية الوصول إلى هذه التقنية سيتقدمون بسرعة، بينما قد يتخلف آخرون. ومن خلال عملها مع شركات مثل “Truepic”، التي تركز على التحقق من صحة المحتوى الرقمي، تسعى شيك لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة أخلاقية تحمي المجتمع.
دور نينا شيك ودعوتها للمستقبل
نينا شيك ليست مجرد مراقبة، بل مشاركة فاعلة في هذا المجال. بصفتها مؤسسة “Tamang Ventures”، تدعم الشركات الناشئة التي تقود ثورة الذكاء الاصطناعي، وتعمل كمستشارة للحكومات والمؤسسات حول العالم. كما أنها متحدثة بارزة، حيث قدمت محاضرات في منتديات عالمية مثل TED ومنتدى دافوس الاقتصادي.
تدعو شيك إلى “ثورة مسؤولة” في الذكاء الاصطناعي، حيث يجب على القادة والمجتمعات التكيف مع هذا التغيير بحكمة، مع وضع أطر قانونية وأخلاقية تحمي البشرية من المخاطر المحتملة. وفي تصريحات سابقة لها، قالت: “الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة، بل هو مرآة تعكس من نحن وما يمكن أن نكونه.”